الحلال أكثر من الحرام

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين





الصلاة والسلام على حبيبنا .. وشفيعنا محمداً رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ..
وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين .. وما قل وكفى خير مما كثر وألهـى .. ثم أما بعد :


إخوانى وأخواتى , فى دين الله وشريعته السعادة .. وراحة البال والوناسة وإنشراح الصدور ..
والسكينة والرضا , وصفاء النفس وسموها .. وكنت من قبل رأيت إنسان سأل كيف أستمتع بحياتى ..
ولا أغضب الله ؟ فهذا ترسخ فى ذهنه أن التفلت من أوامر الله فيه السعادة .. كترك الصلاة ومشاهدة ..
الغناء الماجن والكليبات الفاضحة ( فلا يخلو كليب من لقطات فاضحة ) والخروج مع صديقة ..
وغيرها من المعاصى والمُحرمات ..

أقول له الإجابة هنا إن شاء الله , تعالوا لندقق فى هذا الكلام النفيس :

" ما من شهوة أودعها الله سبحانه وتعالى في الإنسان إلا وجعل له قناة نظيفة تسري خلالها ..
ليس هناك حرمان ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها "..



أودع فيك حب المال ، وأبواب الكسب المشروع على مصارعه ، وهناك كسب غير مشروع ..
الشهوة تمثل مئة وثمانين درجة ، يمكن بدافع الشهوة أن تتحرك بزاوية مفتوحة تساوي مئة وثمانين درجة ..
لكن الكسب المشروع تسعون درجة ، وغير المشروع تسعون درجة ، فالمؤمن يحصر نشاطه ..
في كسب المال في التسعين درجة الأولى ، وغير المؤمن له عمل ، ويسرق ، ويغش ، ويدلس ..
ويحتال ، ويغتصب ، فلذلك الشهوة مفتوحة مئة وثمانين درجة ، المؤمن يتقيد بالحيز المسموح به ..
من قبل الله ، وهذا معنى قوله تعالى : ( بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ (86) [ سورة هود ] ..





فالحمد لله الذى جعل لكل شهوة قناة نظيفة تسرى فيها .. ولكن عندما تأملت الحرام والحلال ..
لاحظت شئ واضح أن المحرمات قليلة ومحدودة .. أما الطيبات والحلال كثير وعديد ولا حصر له ..
إذن ليس لكل شهوة قناة واحدة بل عدة قنوات بفضل الله .. فلنحمد لله على تلك النعمة الكبيرة ..




الله حرم من المشروبات , الخمر والمقصود بالخمر أى شئ يخمر العقل يعنى يغطى العقل ..
ونقول تلك مرأة متخمرة بالخمار يعنى تغطى شعرها بالخمار , فالخمر بأنواعه من أرخصها لأفخرها حرام ..
الله حرم نوع واحد من المشروبات وحذرنا منه , وأباح مئات بل آلاف المشروبات , كالماء والعصائر بأنواعها ..
والمشروبات الساخنة , ومشروبات أخرى كثيرة لا حصر لها ..
وحرم الله من المأكولات لحم الخنزير , وأباح لحم الماعز والبقر والخراف والغزلان ..
وأباح الأسماك والحيتان والجمبرى , وأباح الكوسة واليقطين والملفوف والخيار والجزر ..
وأباح مأكولات لا حصر لها ..


وحرم من المشاهد الخليعة والإباحية , وأباح النظر للكون الواسع والسماء الزرقاء ..
والمياه الفيروزية , وأشياء كثيرة فى التلفاز لا تغضب الله ..

وحرم من المسموع الغناء الماجن وأراه أول خطوة فى الفاحشة , وأباح سماع القرآن ..
وهناك مئات المقرئين أصحاب الأصوات الشجية التى تنزل على النفس السكينة وأباح أناشيد ..
بأصوات عذبة , وأباح سماع الشعر الراقى ..


وحرم العلاقة بين الرجل بالمرأة فى الحرام وأباح الزواج وأباح التعدد

وأرد بآية طالما تؤثر في ..

قال الله .. ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (*) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ( 2,3 ) [ سورة الطلاق ]..
الله قادر أن يسهل لك أمر الزواج فتوكل على الله ..



وتقريباً سنجد لكل شئ حرام بديل والغالب بدائل كثيرة , وعلى قدر علمى ..
أعتقد أن المحرمات أقل بكثير من المباحات فلما نرضى بالحرام القليل ونهرب من الحلال الكثير ..( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ( 61 ) [ سورة البقرة ]..



الله عندما خلق آدم وأدخله الجنة , حرم عليه شجرة واحدة فى الجنة وأباح كل ما فى الجنة ..
هل تعرف ما معنى كل ما فى الجنة ؟ شئ لا يمكن تصوره , والله حرم على آدم وسط الجنة الواسعة ..
والنعيم شئ واحد , قال الله ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا
وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ ( 35 ) [ سورة البقرة ]..



وكأن الله يكلم البشرية ويقول لها , إستمتعى بالمباحات من الرزق ..
( وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 26 ) [ سورة الأنفال ]..
ولا تقربى الحرام القليل وكأن الحرام بالمقارنة بالحلال ..
كأننا نقارن الشجرة المحُرمة على أبونا آدم , بالجنة ..



وسبحان الله نستطيع أن نستمتع بحياتنا ونعبد الله فى نفس الوقت ونؤجر على نومتنا وأكلتنا ..
وشربتنا وإتيان الأهل , وفوق ذلك سننعم بصفاء النفس والسعادة الكبيرة , وليس هذا فقط سننعم ..
فى الآخرة وسنخلد ولا نموت أبدا , نعيم فى الدنيا والآخرة ..

قال تعالى .. ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 97 ) [ سورة النحل ]..





أسأل الله تعالى أن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز المسلمين وأن يثبتنا وإياكم على الحق ..
وأن يتقبل منا وإياكم صالح الأعمال وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..