عدنية حرة عضو جديد
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 17/03/2012
| موضوع: رمضانُ القرآنُ ، والنورُ والبرهانُ الخميس 19 يوليو 2012, 18:55 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضانُ القرآنُ .. والنّورُ والبرهانُ ~
(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ ))
(( إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * ))
الحمد لله كما يحب ويرضى ، والصلاة والسلام على النبي المرتضى ، وآله وصحبه ومن على دربه مضى إلى يوم الدين .
أما بعدُ ..
~ , ’ * ’ , ~
رمضانُ .. هو عودة وإياب إلى هديِ ربّ الأرباب . إنّه ذكرى الضوء الذي أشرق على البشريّة بعد عصور أظلمت لقرون طالتْ ، فاهتدت به وسارت عليه وحرصت عليه حِرْص العطِش الظمآن على رِيّه من سقيا الماء ؛ إيمانًا منها في ذلك الزّمان بأحقّيّة ذلك النور بالاتّباع على وجه التفرّد ، وأنّه الموصل إلى كلّ غاية ، والسفير إلى كلّ مقصِد .
رمضان ذكرى أمجاد عاشتْها أمّة الإسلام في ظلال القرآن العظيم ، عاشتها حينما عرفتْ كيف تعظّم كلام ربّها وتوقّره ، وكيف توفيه حقّه من الامتثال والعناية .
كيف لا .. وقد غشي أعينهم الظلام الدامِس لدهور طوال ، وها قد أبصرت النور .. أفلا يُتَّبَع ويُقتَدى به ؟! بلى . قد كانت عزائمهم وفِطَرُهم السليمة نقيّة وصافية لدرجة تكفي لأن تعيَ أنّ هذا الكتاب هو منهج الحياة وسرّ النجاة وكلمة سرّ الفلاح والنجاح .
~ , ’ *
يأتينا رمضان كلّ عام بهذه الذكرى ؛ ليضعنا مرةً تلو المرّة أمام الحدث التاريخي الغيبيّ العظيم بنزول الكتاب الكامل الجامع المهيمِن إلى السماء الدّنيا ، ليستأنف النّزول مفرّقًا آياتٍ فآياتٍ ، مرتّلاً مبينًا .
يأتي لينبّه غفلتَنا ، ويطرح علينا سؤالاً :
" كيف حالكم مع القرآن ؟ "
~ , ’ * ’ , ~
فيرجِع كلّ أوّاب إلى حاله ويعتبر فيها وفيما صارت إليه وحالتْ في هذه السّنة المنصرمة منذ آخر رمضان ، وأين صار موقعُها من القرآن وقراءته والعمل به والاحتكام إليه والاستشهاد به في المواقف والحوادث .
فإما مُحْسِن ثابت زاد في إيمانِه وهداه ، واستحضر كلام ربّه وحكمه في كلّ شأن من شؤون حياته وفي كلّ ملمّة تلمّ به ، فرشد وفاز وأفلح واغتنم غنيمة القرآن العظيم وحاز صلاح دنياه وأُخراه ورضا ربّه جلّ وعلاه وقربَه ، وإمّا متعثّر زلّت به قدمُه ففُتِن بزُخرُف الدنيا وغرورها فقصّر وابتعد شيئًا ما .
فأمّا الأوّل فهنيئًا له . وإن الشيطان ليترصّد الكُمّل من العلماء والعُبّاد ليظفَر منهم بأقلّ القليل ، أو يسقط أحدَهم من منزِلته بفتنة من الفتن يعرضها عليه فيغفل عن ذكر الله فيتبعها ويسقط فيها ، فليحذر الحذرَ كلّه ، وليعلم أن العاقبة للمتّقين ، وأنّ الصابر على التقوى والتزام السنة العام بعد العام ربما كان من المخصوصين بقول الله – عز وجل – : " وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * " ، وإن الأقدم إسلامًا يُقدَّم للإمامة في غياب القارئ والمحدّث ، وذلك فضلُ الثابتين الصابرين ، " نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * " .
وأمّا الثاني ، فهنيئًا له أيضًا ، فقد مدّ الله في عمره إلى رمضانَ آخر ؛ لينتهزَ الفرصة ويحيا نفحات ربّه الرحيم الودود . وإن من أعتى العصاة وأعصاهم لله – سبحانه – من كتب الله لهم الهداية في ليلة واحدة ، ومنهم من كان ذنبُه سببًا لرجوعه إلى ربّه ورفعته في الدنيا والآخرة بسبب توبته منه وندمه عليه ، فلا ييأس من رحمة الله ورَوْحه إلا كافرٌ جاهل بالله خدعه الشيطان وأقعده عن كل رجوع وتوبة . ولعل الله اختاره ليكون من المهديّين التائبين المذكورين في قوله – تبارك وتعالى – : " وَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا * " ، وقوله : " وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * " .
ومن أقبَل على القرآن فقد حاز العز كله والهدى كله والبركة كلها .
* ’ , ~
رمضان أقبلَ .. بأريج القرآن الفوّاح ، وبصوت الحقّ الصدّاح ، فمن أقبل استراح ، وعن الشقاء انزاح ، والذكر لأهل الدنيا خير سلاح ، " ولا يزال لسانُك رطبًا من ذكر الله " ، " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " ، " وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى " .
هنيئًا للمقبلين على الله ، الذاكرين إياه ، المراقبين لعلمه وإحاطته ، فرمضان جنّتُهم ...
..
أفلا نكون منهم ؛ لنكون به من الفائزين ؟!
~ , ’ *v
| |
|
nissan الادارة العامة
عدد المساهمات : 961 تاريخ التسجيل : 27/01/2012 العمر : 31
| موضوع: رد: رمضانُ القرآنُ ، والنورُ والبرهانُ الخميس 19 يوليو 2012, 20:22 | |
| بارك الله فيك على الموضوع ننتظر منك المزيد | |
|
نرجس المنتدي عضو مميز
عدد المساهمات : 1167 تاريخ التسجيل : 05/03/2012 العمر : 28 الموقع : بلدالمليون ونصف مليون شهيد
| موضوع: رد: رمضانُ القرآنُ ، والنورُ والبرهانُ الخميس 19 يوليو 2012, 21:32 | |
| | |
|
بسمة القلوب الادارة العامة
عدد المساهمات : 403 تاريخ التسجيل : 18/08/2011 العمر : 31 الموقع : خنشلة
| موضوع: رد: رمضانُ القرآنُ ، والنورُ والبرهانُ الخميس 19 يوليو 2012, 23:09 | |
| | |
|